الجمعة، 30 سبتمبر 2016

قصر محمد على باشا - شبرا



بنى قصر محمد على باشا بشبرا الخيمة قبل مائتى عام ولقد شهد قصر محمد على باشا احداثا تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديثة فهو
في حد ذاته تحفة معمارية نادرة علي مستوي العالم خاصة انه جمع في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي. و يبلغ عمره 200 عام بدأ محمد علي في بناء قصره في شهر ذي الحجة سنة 1223هـ واشرف علي الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا.. وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة..

ويعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة كان أول منشآت هذا القصر هو سراي الإقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلي مرسي للمراكب علي النيل وفي عام 1821 أضيفت إلي حديقة القصر 'سراي الفسقية' التي مازالت باقية حتي الآن، و تتكون سراي الفسقية من مبني مستطيل‏(76‏ مترا ونصف المتر في‏88‏ مترا ونصف المتر‏).‏أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه‏,‏ حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير‏(61‏ مترا في‏45‏ مترا ونصف المتر‏),‏ وبعمق‏2,5‏ متر‏,‏ مبطن بالرخام المرمر الأبيض‏,‏ ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة علي تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها‏,‏ وفي أركان الحوض أربع نافورات ركنية‏,‏ ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود‏,‏ وبعد ذلك بعدة سنوات أضيفت إلي حديقة القصر 'سراي الجبلاية' الباقية هي الاخري حتي الآن. ومن الأشياء الجميلة التي كان ينفرد بها قصر محمد علي شبرا انه شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، فقد عرفت انجلترا هذا النظام سنة 1820 علي يد م. جالوي فأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك في قصره وكان ذلك يعد نقلة نوعية هائلة وقد تفرد القصر في جمعه بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية.. فالقصر بني بروح بناء المسجد.. فلدينا 4 ظلات تحيط بفسقية ضخمة وكأنها باحة مسجد أما رسوم وزخارف القصر فنفذت بأسلوب الرسوم الايطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر ، حيث استعان محمد علي بفنانين من الفرنسيين والايطاليين واليونانيين والأرمن لزخرفة قصره.
ومن الروائع التى يضمها القصر لوحات اثرية مرسومة تخص محمد على باشا واسرته وايضا هناك برج الساقية الذى تتمثل روعته في أن المهندس الذى بناه على ارتفاع كبير ليحقق بفارق منسوب المياه قوة دفع كبيرة للمياة تكفى لتشغيل نافورة الفسقية بالاضافه الى انه يتم سحب مياه النيل عبر نفق ليصب بعد مروره في الساقيه في 4 احواض حيث يتم تنقيه المياه خلالها قبل مروره الى حوض الفسقيه ومنه الى قنوات للرى. ويوجد في النواحى الاربعة للقصر حجرات كبيره الشرقية القبليهة تعرف بـ "صالة الجوز" لان الارضيه مفروشة بخشب الجوز اما الحجرة الثانية الشرقيه البحرية والثالثة الغربيه البحرية تعرفان بصالة "البلياردو" والرابعة الغربية " حجرة المائدة" ، على ان حالة القصر قد تدهورت بمرور الزمن مثل معظم الاماكن التاريخية في مصر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق