لك الحمد يا ربي لطفت بي في قضائك و غمرتني برضائك فلم تكد تقترب يد الخطر مني حتي ردها عني جناح من رحمتك و طائف من حكمتك و حقا يا إلهي
ما جزعت للحادث حين وقع إلا خشية حرماني أن أعبدك و أن أحمدك فإن نعماءك علي لا يكفي معها عبادة العمر شبابا و كهولة و شيخوخة سبحانك جري علي قدرك و حفظتني قدرتك و أنتم يا أبناء شعبي لكم بعد الله حمدي و حبي فإن ما أحسسته من وفائكم و ولائكم أثناء ألمي ضمد جرحي و جعل صحرائي حية وارفة الظلال و لقد تعودت في صحتي أن أطوف ببلادي لأن هذا واجب الملك و ما تصورت في مرضي أن تطوف بي البلاد هكذا مستفسرة عن صحة مليكها بل ابنها فما أنجب وطنا أنتم أبناؤه و ما أسعد ملكا أنتم رعيته إن الحادث الذي وقع علمني أن تعلقي بكم لا يعدله إلا تعلقكم بي و لقد كنت أشعر أنكم تحبونني لأني أحبكم فوددت ألا يذاع النبأ حتي لا تجزعوا و لكنكم سرعان ما علمتم بما حدث لي و سرعان ما علمت بما حدث لكم و ما حدث منكم ثم عدت إلي عاصمة ملكي فرأيت ما وددت معه لو استحالت أنفاسي و نظراتي كلمات شكر فإنها وحدها تستطيع تصوير ما ارتسم في ذهني و خاطري من معني و شعور إن من أجمل أماني الإنسان أن يري من يحبه و لقد رأيتكم رأيت مصر كلها فيكم و أحسست مدي ما تشعرون به يجيش في جوانحي خفقا و في خاطري أملا و في قلبي إيمانا بكم يا أبناء شعبي إنني ملككم أملك أن أحبكم و لكني لا أملك شكركم
فاروق الأول - 16 نوفمبر 1943 ... حادث القصاصين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق